ما هي إنَّ وأخواتها


الكاتب: غفران اليوسف -

ما هي إنَّ وأخواتها

إنَّ وأخواتها في اللغة العربية

هي النوع الثاني من النواسخ التي تدخل على المبتدأ والخبر، وهي بذلك تشبه كان وأخواتها بملازمتها الجمل الاسمية، إذ انها حروفا وليست أفعالا، وتسمى بالحروف المشبهة بالفعل.

وتعمل عكس ما تعمله كان وأخواتها، فتنصب المبتدأ اسما لها، ورفع المبتدأ خبرا لها، إلا بوجود شرط في ذلك وهو ألا تتصل بها (ما) الزائدة، فعند اتصالها تكون قد كفت عملها وأبطلته، فيكون بعدها مبتدأ وخبر وبهذا يمكن دخولها على الجملة الفعلية.

اتفق النحويون على عمل النصب في أسمائها اختلفوا في توجيه الرفع في أخبارها، ورأى البصريون أن هذه النواسخ تعمل في الخبر، أما الكوفيون فيذهبون إلى أن الخبر باق على رفعه ولا تعمل في هذه الحروف شيئا.

اختلف النحويون في عدد هذه الحروف، فمنهم من قال إنها خمسة وهي: إنَّ وكأنَّ ولكنَّ وليت ولعلَّ، ومنهم من عدها سبعة حيث أضافوا إليها (لا) النافية للجنس، وأوصلها ابن هشام إلى ثمانية وذلك بإضافة (عسى) في حال اتصالها بضمير نصب.

وفي معنى هذه الحروف "ومعنى "إنّ وأنَّ" التوكيد، ومعنى "كأنَّ" التشبيه، و"لكن" للاستدراك، و"ليت" للتمني، و"لعل" للترجي والأشفاق، والفرق بين الترجي والتمني يكون في الممكن، نحو:" ليت زيدا قائم" وفي غير الممكن، نحو:" ليت الشبابَ يعودُ يوما"، وأن الترجي لا يكون إلا في الممكن؛ فلا تقول" لعل الشباب يعود " والفرق بين الترجي والأشفاق أن الترجي يكون في المحبوب، نحو: " لعل الله يرحمنا"، والأشفاق في المكروه نحو: "لعل العدو يقدم".

ومن هذه الحروف وأحكامها وشرحها، هي:

إنَّ

وهي من الحروف المشبهة بالفعل، والتي تنصب الاسم وترفع الخبر، والتي تفيد التوكيد، ويجب كسر إنّ في ستة مواضع:

  • إذا وقعت إن ابتداء، أي في أول الكلام، نحو: إن زيدا قائم، ولا يجوز وقوع المفتوحة ابتداء، فلا تقول: انك فاضل عندي، بل يجب التأخير، فتقول: عندي انك فاضل، وقد أجاز بعضهم الابتداء بها.
  • أن تقع "إنَّ" صدر صلة، نحو: جاء الذي إنه قائم، ومنه قوله تعالى:" وآتيناه من الكنوز ما أن مفاتحه لتنوء".
  • أن تقع جوابا للقسم وفي خبرها اللام، نحو: والله إن زيدا لقائم.
  • أن تقع في جملة محكية بالقول، نحو: قلت إن زيدا قائم، وقال تعالى: " قال إني عبد الله"، فإن لم تحك به بل أجرى القول مجرى الظن، فتحت، نحو: أتقول إن زيدا قائم، أي: أتظن.
  • أن تقع في جملة موضع الحال، كقوله: وزرته وإني ذو امل، ومنه قوله تعالى: "كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وان فريقا من المؤمنين لكارهون".
  • أن تقع بعد فعل من أفعال القلوب وقد علق عنها باللام، نحو: علمت إن زيدا لقائم، فإن لن يكن في خبرها اللام فتحت، مثل: علمت أن زيدا قائم.

وقد تأتي منها (إن) المخففة ويكون أعمالها قلل؛ لزوال اختصاصها، واختلف النحويون في عملها، إذ يرى البصريون أن أعمال إن المخففة في الاسم النصب، وفي الرفع كالثقيلة، والكوفيون فيرون أنها مهملة ولا تعمل شيئا.

ويمكن فتح "إنَّ" وكسرها في مواضع منها:

  • إذا وقعت بعد إذا الفجائية، نحو: خرجت فإذا إن زيدا قائم، فمن كسرها جعلها جملة، والتقدير: خرجت فإذا زيد قائم، ومن فتحها جعلها مع صلتها مصدرا، وهو مبتدأ خبره إذا الفجائية، والتقدير: فإذا قيام زيد، أي: ففي الحضرة قيام زيد، ويجوز أن يكون الخبر محذوفا.
  • وروى بفتح إن وكسرها، فمن كسرها جعلها جملة مستأنفة.
  • ويجوز فتحها وكسرها إذا وقعت جواب قسم، وليس في خبرها اللام، مثل: حلفت أن زيدا قائم.
  • ويجوز فتحها وكسرها إذا وقعت بعد فاء الجزاء، مثل: من يأتني فإنه مكرم.
  • ويجوز فتحها وكسرها اذا وقعت بعد مبتدأ وهو في المعنى قول وخبر "إن" قول، والقائل واحد، مثل: خير القول إني أحمد الله، فمن فتح جعل إن وصلتها مصدرا خبرا عن خير، والتقدير: خير القول حمد لله، ومن كسر جعلها جملة خبرا عم "خير".

أن

تنصب الاسم وترفع الخبر، وهي لا تتصدر الكلام، وعلة ذلك عند سيبويه بقوله: " وإنما كرهوا؛ ابتداء (أن) لئلا يشبهوها بالأسماء التي تعمل فيها (إنَّ)، ولئلا يشبهوها بـ(أن) الخفيفة؛ لأن (أنَّ) والفعل بمنزلة مصدر فعله الذي ينصبه، والمصادر تعمل فيها (إنَّ) و (أنَّ)".

وأيضا هناك اختلاف في وجهات النظر لدى النحويين في أعمال (أنَّ)، إذ يرى البصريون بأنها عاملة، أما الكوفيون فيرون إهمال (أنَّ) المفتوحة المخففة من الثقيلة، أي غير العاملة.

لكن

لكن من الأحرف الشبهة بالفعل، وهي تفيد التوكيد والاستدراك.

واختلف النحويون في كونها مركبة أم لا، إذ يرى الفراء أنها مركبة من (لكنْ) بالنون الساكنة و(أنّ)، وبعضهم من يرى أنها مركبة من (لا) و(أنَّ) فحذفت الهمزة تخفيفا وزيدت بعدها الكاف، وهناك من يرى أنها مركبة من (لا) و(كأنَّ).

ويرى صاحب كتاب المفصل بوجود اختلاف في دلالة (لكن) المشددة، فيرى أكثرهم أن (لكن) إذا خففت فإنه يبطل عملها مطلقا؛ لأنها حينئذ تكون قد أشبهت لكن العاطفة لفظا ومعنى، فأجريت مجراها في عدم العمل.

لعل

هو من الأحرف المشبهة بالفعل، تكون دلالته للترجي أو التوقع والأشفاق.

فالترجي هو انتظار حصول امر مرغوب فيه من قبل المتكلم، ويكون ميسور التحقق، ولا يكون الا في الممكن ومثله التوقع.

ووردت (لعل) بثبوت اللام وحذفها، كما قال سيبويه: "و(لعل) حكاية، لأن اللام ها هنا زائدة، بمنزلتها في لافعل، الا ترى أنك تقول: علك.....".

ومن هذا يتبين أن (لعل) حرف ينصب الاسم، ويرفع الخبر، وزعم ابن يونس انه لغة بعض العرب، فقال: لعل أباك منطلقا، ولها معان منها:

  • التوقع: وهو ترجي المحبوب والأشفاق في المكروه.
  • التعليل كما في قوله تعالى:" فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى" طه: ٤٤.
  • الاستفهام، كقوله تعالى " وما يدريه لعله يزكى" عبس:

المراجع

  • حاشية الصبان على شرح الأشموني: ١/ ٢٢٤.
  • شرح ابن عقيل: ١/ ٣٥٣.
  • الإنصاف في مسائل الخلاف: ١/ ١٥٩.






رائج



مختارات