محمد بن عبد ربه


الكاتب: غفران اليوسف - - عدد المشاهدات: 882

محمد بن عبد ربه

من هو أحمد محمد بن عبد ربه؟

بن عبد ربه هو أحمد محمد بن عبد ربه الأندلسي ولد في قرطبة سنة ٢٤٦ هـ، نشأ في الأندلس وتلقى علومه المختلفة فيها فحصل على ثقافة إسلامية وعلوم عربية واسعة، وقد ظهرت ثقافة واسعة في كتابه الشهير المعروف ب( العقد الفريد) إذ يعتبر موسوعة ثقافية شهيرة فكتب فيه عن أبي نؤاس وابي تمام وغيرهم.

كما نجد ملامح هذه الثقافة في ثنايا شعره، أما أهم الاغراض التي برزت في شعره هي ( المديح، الغزل، العتاب، الرثاء، الزهد، ووصف المعارك الحربية، وصف الطبيعة، التعريض، الهجاء)، ويعد غرض الغزل من اقرب الاغراض إلى نفسه، قال الشعر فقد صدر من شاب عرف الحياة واستمتع بها ثم تطاول به العمر وادركته الشيخوخة فأتجه الى الزهد والتقرب الى الله تعالى، واعتذر عن كل قصيدة غزلية قالها قديما بقصيدة جديدة، وأطلق الشعر الجديد بأسم ( الممحصات ) وكأنه يكفر عن شعره الغزلي الذي صدر عنه، كما نجد الاخوانيات كثيرة في شأنه وهي قصائد الاهداء والاستهداء بالمناسبات في الأعياد والزيارات والمناسبات، وأما ما وصف به من الطبيعة فقد تعرض اليه من مقدمات قصائد غرض المديح.

سماته الشعرية

يتسم شعر ابن عبد ربه بسمتين واضحتين وهما البساطة والغنائية فيلاحظ في شعره بساطة الفكرة بحيث لا تظهر فيها محاولة التعقيد والتركيب او التفلسف في القصيدة، كما نجد اكثر صورة تبدو بسيطة بحيث يسهل إدراكها وتوشك ان تلمس وتحس وتبدو سهلة وبسيطة.

يجمع شعر ابن عبد ربه بين جزالة المشرقيين ورقة الاندلسيين، فهو امتداد للشعر العربي في الشكل والمضمون مع أسلوب ظاهر في شخصية الشاعر في القصيدة، فأسلوبه في كتابة القصيدة تدل على أنه صاحب ثقة عالية إذ أنه يملك ثروة لغوية تسعفه وتسند شاعريته، وكما نجد في شعره المزج بين الحكمة والتأمل والفلسفة والإيمان والعقيدة وغيرها، وشعره يمثل مرحلتين، مرحلة الشباب ومرحلة الشيخوخة، فأكثر في المرحلة الأولى من الشعر الغزلي شيئا كثيرا ثم ينقض على نفسه على ما قاله، ومن أشعاره في الزهد من ذم الدنيا وهذا ما أسميناه بالممحصات قال فيها:

اشرب على المنظر الأنيق

وافرح بريق الحبيب ريقِ

واحلل وشاح الكعاب رفقا

خوفا على خصرها الرقيقِ

وقل لمن لام في التصابي

خذوا قليلا على الطريقِ

إذ يلاحظ في هذه الأبيات التعبيرات الذاتية بصورة فنية متحركة، نتج عن الامتزاج الشعوري في الشاعر والتأثير الفني بمظاهر الجمال لى احساسه المرهف، فهو يمزج بين حلاوة الخمر وجمال الطبيعة ورقة الحبيب، فالابيات تبدو تقليدية في نهجها، فقد جاءت بأسلوب تميز بسهولة الألفاظ ووضوح المعاني فصلا عن وجود التأثير البيئي في الأندلس.

ونجد ابياتا يرسم فيها بريشته الجميلة الصورة المتحركة لتشبيهات بعيدة عن طابع التكلف والتعقيد، فهو يرسم في ثنايا شعره باللفظ الرشيق صورا طريفة، ويصف في أبياته وصفا حسيا لمحبوبته برشاقة الجسم وجمال الوجه، ولم ينس ان يصف لوعته وشوقه لهذا الغزال از الحبيب إذ يقول:

متى اشفي غليلي

بنيلٍ من بخيل

غزال ليس لي منه

سوى الحزن الطويل

حملت الضيم فيه

من حسود أو عذول

جميل الوجه أخلاني

من الصبر الجميل

شعره في حب الله

أما شعره الآخر فقد اتجه فيه إلى الله، فنجد في مقطوعة شعرية لجوئه إلى الله بالاستغفار والندم فيقول:

أبارز الله بعصياني

وليس لي من دونه راحلُ

يارب غفرانك عن مذنب

أسرف الا انه نادمُ

وما قال من أشعار وهو يصف الحروب والمعارك وسيوفها:

سيوف يقبل الموت تحت ضباتها

سيوف لها في الكلى طعم بين الكلى شربُ

اذا اصطفت الرايات حمرا متونها

ذوائبها تهفو فيهفو لها القلبُ

ولم تنطق الأبطال الا بفعلها

فألسنتها عجم وأفعالها عربُ

اذا ما التقوا في مأزق وتعانقوا

فلقياهم طعنا وتعنيقهم ضربُ







رائج



مختارات